أسمرَ الزّندِ، مضياءَ البصيرةِ، تكوّر قُرصُ شمسٍ فوقَ جبهتِه وصارَ محطّ الزّنادِ قِبلتُه، وقِبلةُ العاشِقينَ صِراطًا بنت خُطاهُ فيهِ أثرًا طيّبَ الأنفاس. استراحَ المُحارب، وما زالت البُندقيّة معلّقةٌ بأنملةِ ريشة، والعِشقُ يتلوّنُ في بزّتهِ الخضراء، كمن استفاقَ على صوتِ الجمالِ في نهارٍ مُشمِسِ اللّمساتِ، جميلِ الحضور. في ساحِ الجهادِ تكلّم، وعلى رأسِ الرُّبى تُوّجَ أميرَ الوَغى، وفي لوحةِ الوالِهين كانَ لونًا بطعمِ الخلودِ، يظلّ ينبُضُ دمًا وزهرًا حتّى أبدِ الدّهر. تخليدًا للذكرى السابعة عشر لعيد المقاومة والتّحرير، ارتأىت بلدية برج البراجنة وجمعية إبداع للسّنة السادسة على التوالي، أن تُقدّم للملأِ تحيّة على طِرازٍ رفيع، فافتتحت المرسمَ المفتوح الّذي عُنوِن بـِ"وطن المقاومة"، وقد شاركَ المئات من الفنانين والموهوبين وتلامذة المدارس والكشفيين ، من ضمنهم فعاليات فنّية عريقة في فنونِ الرّسم والنّحتِ والخطّ . حيثُ امتلأت باحات وقاعات بلدية برج البراجنة بالشغوفين بالفن والمقاومة والّذين قدّموا أجمل ما لديهم من معانٍ جميلةٍ يُعبّرون فيها عن رمزيّة هذا العيد وأهميته. هذا وقد أكّد نائب رئيس البلدية الأستاذ زُهير جلول، على أنّ المرسم استضاف منذُ انطلاقته حتّى العام الحالي 2017 ما يقارب العشرة آلاف شخص من مختلف الأعمار والمناطق اللبنانية.وقد سُجّل في هذا العام حضور ملحوظ لمجموعةٍ من المدارس والفرق الكشفيّة. أمّا ما ميّز مرسم وطن المقاومة هذه السّنة هو المٌشاركة ذات الطّابع العربي، على حدّ قول الاستاذ جلول . فإنّ الحروبَ في الجوار العربيّ الفلسطيني، السوري، والعراقي، نبَتت على أنامِل الموجوعينَ ثمرًا جميلًا على نولِ الرّيشات. وأشار "إلى أنّ هذا المرسم هو بمثابة جهادٍ لمن لم تُتح له الفرصة أن يكون في أرض المعركة" مؤكّدًا على انّ هذا النّوع من "النشاطات يُعزّز مفهوم المقاومة في نفوس المشاركين". وفي حديثٍ للشاعر علي عباس، رئيس جمعية إبداع، قال بأنّ هذا المرسم جاءَ تحيّة من الموهوبين والفنانين كتحية للمقاومة التي صنعت الإنتصار الكبير. وأشارَ كما في كلّ مرّة إلى أنّ "ما يرمي إليه المرسم هو استنهاض موهبة الناشئة عبر اللّقاء التفاعلي الّذي يجمعهم بجيل المُخضرمين من الفنّانين، وينمّي لديهم القدرة على التعبير بالفنّ من أجل قضيّة كُبرى، المقاومة". وفي جولةٍ على المرسم، لوحظت مشاركة فريدةٌ للفنّانة لينا الجوني، وهي عبارة عن أشكال مصنوعةٍمن عجينة الصّلصال، ترمزُ للمقاومة، ودبّابات العدوّ تُداسُ بنعل المجاهدين، فضلًا عن أشكال أخرى أحبّت أن تصوّر المناسبةَ من خلالها. مُشيرةً إلى أنّ هذه المقاومة حريّة بالإحتفاءِ والتَبجيل، فقادتُها "قدّموا أبناءَهم لأجلِها". في ختام المرسم قام وفد من بلدية برج البراجنة ضم رئيسها عاطف منصور ، حسن عمار ، ريان ناصر ومحمد فايز حرب برفقة اعضاء اللجنة المنظمة .ومنسقي الاندية الفنية المشاركة .. بانتظارِ الرابع والعشرين من ايار موعد افتتاح معرض الأعمال الفنية لمرسم وطن المقاومة، تظلّ أصواتُ المُشاركين وصخبُ الأطفال الفرحينَ والألوان الّتي ضجّت بها النّفوسُ خيرَ شاهدٍ على أنّ بعضَ المعاني تظلّ ساميةً وتستثيرُ النّزعة الجمالية الفنية للتعبير عنها خيرَ تعبير. تقرير : زهراء سرحان تصوير زينة ناصر اليدن ، محمد عواد ومحمد طفيلي 9-5-2017
2671 قراءة 23:53 2017/05/11
جمعية إبـــــــــداع عدد الزوار: 346923 منذ 1-شباط-2014