في صَيفِ العُمرِ أمطرتِ السّماءُ فخرًا ونصرًا، وعُرسًا وشمسًا ..فكانت مُعجزةُ العصرِ، كعصا موسى، شقّت السّلاسِلَ، ففجّرت فيها أنهارَ دماءٍ وإباء، ولبِست بالجنوبِ عباءةً بربيعِ العُمرِ صيغَت، كشقائقِ الوردِ في تسبيحةِ جمال، تبختَرت في الهواء. روحٌ واحدة في جَسَدين، توأمين ..تشابَها في الدّمِ والطّريق، فالتقيا في آخرِ الطّريقِ، جسدٌ "سارَ وخلّى الأرضَ تمشي تحتَهُ، وليغنّ الدّهرُ ما شاءَ لهُ" فهو في"الهيجاءِ لقّن العِدا ..من دروسِ الموتِ درسًا أسودا" وجسدٌ "وقعُ دِماهُ صدًى للخلاص، من خلفهِ زغردات الجِراح". جسدُ الجيش، وجسدُ المقاومة ..ولُبنان الرّوح. ضمنَ فعاليات حارة حريك بالكلمة واللون والضوء والإحتفاء بنصرِ لُبنان المجيد الّذي عقِبَ سلسلةٍ من الإنتصارات منذُ تمّوز 2006 حتّى آب 2017، افتَتحت بلديّة حارة حريك وجمعيّة إبداع ، برعاية وزير الدفاع اللبناني المهندس يعقوب الصّرّاف مرسمَ "زَمن النصر"، تخليدًا لدماءِ البواسلِ من الجَيشِ والشعب والمقاومة على امتدادِ بقاعِهِ إلى أقصى جنوبِه، من الرّأسِ إلى أخمصِ الأرض. بحضور فني وثقافي لافت تقدمه رئيس واعضاء بلدية الحارة وممثلة كتلة الوفاء للمقاومة الحاج امين شري ومفوضية كشافة المهدي ورؤساء المنتديات الفنية وجمعية الخطاطين اللبنانيين تميّز المرسمُ الّذي أقيمَ في باحةِ كنيسة مار يوسف في حارة حريك، بطابعهِ الوَطني الجامِع، على نياطِ الرّيشاتِ الّتي اتّحدت حول الفكر المقاوِم. بدأ الإحتفال بمشاركةٍ لفرقة موسيقى الجيش اللبناني الّتي قدّمت النّشيدَ الوطنيّ ونشيد الجيش، الذي تبعته كلمة رئيس بلدية حارة حريك زياد واكد وكلمة للوزير الصرّاف، كانت فاتِحتُها فاتحةٌ من القلبِ لكلّ الشّهداءِ، فاتحةٌ انتظرَت على بابِ كنيسةٍ عودةَ الكرامةِ من حلبةِ الحربِ إلى ربوعِ الذّاكرةِ والقلب. ثمّ ألقى الشّاعر علي عبّاس كلمةً وجدانيّة رحّبَ فيها بمعالي الوزير الصّرّاف ، فاعتبَرهُ على حدّ تعبيره "محفوفًا بالمراتبِ .. مشغولًا بالمناقبِ البهيّه .." تنضحُ من شمائلِهُ معالِمُ المقاومةِ والنّضال. والّذي قلده في نهايتِها قلادة الابداع والتميز للعام 2017 تعبيرًا عن الشّكرِ والوفاءِ لصاحبِ الوفاء. فيما كان نائب رئيس البلدية احمد حاطوم يسلم وزير الدفاع درع البلدية . حضرَ المرسم ما يزيدُ عن مئة وخمسين فنّانا من مُختلف الأعمار والميول الإجتماعية والبيئيّة، من زوايا لُبنان الأربعة، و مشاركات من العراق وسورية وتونس وايران .. والّذين أصرّوا جميعهم على تقديم أفكارهم وصياغتها بأسلوبٍ فنّي راقٍ تجتمعُ فيه البساطةُ مع الجمال. ومن ضمنِ الفنّانين كانت مشاركةٌ لافتة لبعضِ الخطّاطين والنّحاتين الّذين عبّروا بوجهٍ آخر للفنّ عن الوجهِ ذاتهِ للنّصرِ. هذا وقد شاركَ في المرسم المئات من الموهوبين والكشافة . خاصة افواج كشافة المهدي وكعُربونِ شكرٍ وتقديرٍ على المشاركة اللّافتة، قدّمت مديرة المركز الثقافي لحارة حريك الأستاذة منى عربيد دروعًا تقديريّة لفرقة الجيشالموسيقية . واختُتِم النّشاطُ بتوزيع الشهادات التقديرية على المُشاركين، والتقاطِ الصّور التذكارية مع الوزير والفعاليات الرسمية والوطنية التي رافقته، وتوزيع الضّيافة على المدعويّين.
9-9-2017 تقرير زهراء سرحان تصوير محمد عواد وسارة قعيق
|